الاتحاد الأوروبي يطلق غداً مهمة “أسبيدس” لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر
مشاركة
يطلق الاتحاد الأوروبي (EU) غداً، مهمته البحرية الخاصة بحماية السفن التجارية من هجمات جماعة الحوثيين في البحر الأحمر، في إطار الجهود الدولية لضمان حرية الملاحة في المنطقة وتأمين حركة السلع الأساسية إلى جميع أنحاء العالم.
وأفاد موقع (greek city times) اليوناني، أن الاتحاد الأوروبي سيطلق، الاثنين 19 فبراير، قوة عمل بحرية جديدة تحمل الاسم الرمزي (EUNAVFOR ASPIDES) والخاصة بـ”حماية سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر والمناطق المجاورة من هجمات المتمردين الحوثيين، المدعومين من إيران”.
وأضاف الموقع أن العملية ستشمل في البداية مشاركة كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا واليونان، وربما دولاً أخرى ستشارك لاحقاً، وستكون اليونان مقراً للعملية، فيما ستتولى إيطاليا القيادة العسكرية لها.
وذكرت مصادر، أن سفناً من البحرية الفرنسية والألمانية واليونانية والإيطالية في عملية “أسبيدس” التي ستنطلق من قاعدة لاريسا الجوية في اليونان، ونقلت قناة “العربية” السعودية عن دبلوماسي أوروبي، قوله إن “هناك 3 سفن حربية من فرنسا وإيطاليا وألمانيا في طريقها الآن إلى البحر الأحمر”، للمشاركة في العملية التي ستبدأ غد.
وأشار الموقع إلى أن العملية الأوروبية ستكون مهامها على عكس عملية “حارس الازدهار” التي تقودها الولايات المتحدة والتي تشن غارات جوية ضد أهداف الحوثيين، إذ ستكون عملية “أسبيدس” دفاعية بحتة، وتعتمد على مجموعة من السفن والطائرات لتوفير درع وقائي للسفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر، “ويعكس هذا النهج رغبة الاتحاد الأوروبي في تهدئة الوضع مع ضمان المرور الآمن للبضائع عبر الممر المائي الحيوي”.
وكان مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي؛ جوزيب بوريل، أكد في وقت سابق أن ستكون دفاعية بطبيعتها، وستقتصر مهمتها على تأمين الطرق البحرية وحماية السفن التجارية فقط، وردع أي هجمات في البحر الأحمر، “ولن تكون جزءا من الهجمات ضد الحوثيين”.
ورحب وزراء خارجية الدول السبع الصناعية، أمس السبت، بالإطلاق المرتقب للمهمة الأوروبية “أسبيدس” والجهود المستمرة التي تبذلها عملية “حارس الازدهار” التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة بريطانيا، لحماية ممرات الشحن الدولي الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن، وضمان حرية الملاحة في المنطقة وتأمين حركة الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية وغيرها من السلع الأساسية إلى مختلف الوجهات والسكان في جميع أنحاء العالم.
وتأتي العملية الجديدة في الوقت الذي يشهد فيه طريق الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، تهديدات مستمرة من جماعة الحوثيين؛ الذين استهدفوا عددا من السفن التجارية في البحر، ما دفع كل من أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول إلى إرسال مدمرات حربية لحماية الملاحة.
كما أنشأت الولايات المتحدة بمعية بريطانيا تحالفاً يضم نحو 20 دولة، لردع هجمات الحوثيين على ممرات الملاحة الدولية في المنطقة، وأطلقت عملية “حارس الازدهار” نفذت من خلالها عدة هجمات ضد أهداف عسكرية لجماعة الحوثيين في شمال اليمن، غير أن عدداً من الدول الأوروبية، ومنها فرنسا وإسبانيا رفضت الانخراط في هذا التحالف، وأكدت أن أي مشاركة لها في حماية طرق الشحن الدولي “ستكون دفاعية ولن تنفذ هجمات ضد الجماعة”.
وحذرت الأمم المتحدة وعدد من الدول والمنظمات الدولية من التأثيرات المدمرة لهجمات الحوثيين المستمرة على السفن التجارية والتي تؤدي إلى تعطيل حركة الشحن التجاري في هذا الممر الحيوي الذي يمر عبره سنوياً ما بين 10 ألى 12% من حجم التجارة العالمية مع حوالي 35 ألف سفينة، ما يساوي 790 مليار يورو تقريباً، بالإضافة إلى إضرارها بالأمن الإقليمي وتفاقم الأوضاع المعيشية المتدهورة أصلاً لليمنيين، إذ يضاعف ارتفاع تكلفة تأمين السفن والشحن أسعار السلع الأساسية.